أبو حنيفة يخطئ حكم القاضي في ستة مواضع
كانت امرأة يقال لها أم عمران، مجنونة، و كانت جالسة في الكناسة، فمر بها رجل، فكلمها بشيء، فقالت له: يا ابن الزانيتين، وابن أبي ليلى حاضر يسمع ذلك.
فقال للرجل: أدخلها عليّ المسجد، و أقام عليها حدين، حداً لأبيه، و حداً لأمه.
فبلغ ذلك أبا حنيفة، فقال: أخطأ فيها في ستة مواضع،
1.
أقام الحد في المسجد ولا تقام الحدود في المساجد.
2.
وضربها قائمة، والنساء يضربن قعوداً.
3.
وضرب لأبيه حداً، ولأمه حداً، ولو أن رجلاً قذف جماعة كان عليه حد واحد.
4.
وجمع بين حدين، ولا يجمع بين حدين حتى يجب أحدهما.
5.
والمجنونة ليس عليها حد.
6.
وحد لأبويه وهما غائبان لم يحضرا، فيدعيان.
فبلغ ذلك ابن أبي ليلى، فدخل على الأمير، فشكا إليه، فحجز على أبي حنيفة، و قال: لا يفتي.
فلم يفت أياماً، حتى قدم رسول من ولي العهد، فأمر أن تعرض على أبي حنيفة مسائل حتى يفتي فيها.
فأبى أبو حنيفة و قال: أنا محجوز عليّ.
فذهب الرسول إلى الأمير، فقال الأمير: قد أذنت له.
فقعد فأفتى.[center]